السلاااااااااااااااااام عليكم ورحة الله وبراكاته
شكرا مرة أخرى لسعدان وأبنائه الرائعين، وشكرا للذين سهروا على نقل الأنصار إلى بانغيلا·· شكرا للجزائريين الذي خرجوا بقوة معبرين عن فرحتهم ومناصرتهم للفريق الوطني لأنهم فهموا جيدا أن الحكم ''مبيوع'' وأن مصر لن تتشرف بهذا الانتصار المزيف، وتبقى تعاني رياضيا ودبلوماسيا ووجدانيا من عقدة اسمها الجزائر، وهم يدركون جيدا أنه لو كانت اللعبة نظيفة لما تمكنوا من تسجيل أي هدف·
لكن لنعد إلى الحكم التي تقول أخبار إنه تلقى المقابل من مصر، ولن أخوض في التفاصيل لأن أصعب شيء يمكن إثباته هي الرشوة، لكن لأطرح سؤال على وزيرة الثقافة خليدة تومي، التي أقامت لنا الصيف الماضي مهرجانا إفريقيا دفعنا فيه الملايير، لنبني من خلاله جسورا إفريقية، فجاءوا وتعروا ورقصوا وأعطيناهم المال والهدايا، لكننا في النهاية لم نتمكن من أن نربح حكما إفريقيا نزيها يدير مباراة لكرة القدم دون تحيز·· فأين هي المشكلة إذن يا سيدتي، أم أننا سنكتشف قريبا أن هذا المهرجان لم يكن إلا خدعة مثل خدعات سوناطراك والطريق السيار؟ وإلى متى نبقى ندفع باسم الأخوة العربية والأسماء الأخرى الضخمة ومصر تحصد فقط، تأخذ دون أن تعطي، ليس المال، بل حتى الاعتراف فقط؟!
هذه الكرة الإفريقية التي قلت عنها نجحت في تحقيق ما لم تحققه السياسات، لم أكن أتصور أننا نخسر منافستها بحكم غير نزيه، كنت أتصور فوز مصر لأن لها أيضا من الثأر ما يجعلها تفعل كل شيء، لكن لم أضع في الحسبان حكما يشترى بفيلا في شرم الشيخ·
لو انتصرت مصر انتصارا كرويا لكتبت هنا مهنئة، لأن هذه شيمنا نحن الجزائريين، فلا نبخل على أحد في الاعتراف بحقه، لكن الفضيحة كانت بجلاجل، ولن ترفع رأس المصريين ولا نظامهم الموبوء، ولا فريقهم الذي لم يقو على المواجهة، فقرر أن يتأهل بملعب من دون لاعبين· لا يهم، المهم إرضاء غرور النظام المصري، وكل تعاليق الصحف الأوروبية أكدت أنه لا يمكن أن نفوز أمام حكم قرر أن يخسر الجزائر·
نعم خسرنا المقابلة، والمرارة ليست مرارة الخسارة وإنما مرارة الظلم المكشوف، ومرارة الخطأ في إيماننا بالأفارقة، مع أن الإيمان وحده لا يكفي، وربحنا فريقا وشعبا استعاد وحدته وحبه للوطن وللعلم الوطني، بعد سنوات من الجفاء، وإن شاء الله سيدفع هذا الحكومة إلى التفكير في استراتيجية إعلامية والاستثمار في الفضائيات الحقيقية، لأن التحدي ليس كرويا فقط·
تذكرت أننا في سنة 1990 أحرزنا الكأس الإفريقية وخرجت مصر من الأدوار الأولى لأنها قالت إن التتويج الإفريقي لا يهمها وإنما المونديال هو غايتها، وكانت تأهلت للمونديال على حساب الجزائر·