السلااااااااام عليكم ورحمة الله بركاته
ا[size=29]لمرحوم العربي بلخير يطلق عليه بحق وحقيقة رجل الدولة، ليس لنوعية الوظائف التي شغلها في هرم الدولة·· ولكن لنوعية الأداء الذي كان يقوم به في المناصب التي تولاها·· وهو أداء مميز ونوعي·· وإليه يرجع الفضل في رعاية العديد من الإطارات التي قادت وتقود الدولة في قطاعات حساسة مثل الإدارة والجيش والأمن والخارجية، ففي كل هذه القطاعات الحساسة تجد بصمات العربي بلخير··! ولهذا تدين له أغلب الإطارات في الدولة الجزائرية بفضله عليها في الرعاية والتوجيه··!
العربي بلخير يتمتع بقوة خاصة في جهاز الدولة اكتسبها بحنكته في حسن إدارة البشر، والإطارات منهم بالتحديد··! فقد كان يتمتع بقوة تنظيمية خارقة أهلته بجدارة لأن يكون رجل الدولة الأول بلا منازع!
هو رجل وطني كفؤ ومتفان في خدمة الدولة بتواضع وفي صمت، يؤمن بأهمية المؤسسات في الإدارة الجيدة للبلاد·· ويؤمن بفض النزاعات بين الزمر السياسية في أجهزة الدولة بواسطة الحوار والحوار وحده··! ولذلك كان في المناصب الحساسة التي تولاها في هرم الدولة بمثابة القوة الصامتة والضاربة في نفس الوقت·· يقدم دائما المصالح العليا للدولة على المصالح الخاصة للأفراد ورجال السلطة! وبسبب ذلك كثيرا ما كان رحمه الله يظلم من طرف الناس بأن ينسب إليه ما ليس فيه··! ولكنه كان يتقبل ذلك ويعتبره من صميم ضريبة المسؤولية التي ينبغي أن يدفعها رجل الدولة·
كان رحمه الله كتوما وقليل التعاطي مع الإعلام·· وكان العديد من الناس يطلقون عليه ''غول الرئاسة''··!
أغلق علي ذات يوم باب مكتبه في رئاسة الجمهورية وتحدث إلي على مدار ساعتين لينزع من رأسي فكرة الاعتقاد بأنه، رحمه الله، كان مصدر شرور السلطة في البلاد··! ومن بين ما فتح عيني عليه من أسرار هو: كيف يتصرف رجل الدولة مع ما يشاع ويقال عنه ظلما؟! فقد قدم لي، رحمه الله، ورقة بخط يد أحد الوزراء من معارفي يقترح فيها تعديلات على الوظائف الحساسة في وزارته·· ثم قدم لي ورقة أخرى من نفس الوزير مكتوبة بالآلة الكاتبة·· رقنتها الكاتبة، يقترح فيها اقتراحات مغايرة لما كتبه الوزير بخط يده وتعمد تسريبها بين إطارات وزارته! ثم قال لإطاراته إن التعيينات تمت على مستوى العربي بلخير وليس على مستواه! ولسوء حظ هذا الوزير أن أحد معارف سي العربي كان بين المبعدين في الاقتراح الذي كتب بخط يد الوزير··! فاتصل المعني بسي العربي قائلا له: وزيري يقترحني في منصب وأنت تبعدني منه، لماذا؟! وكتم سي العربي الأمر حتى عن صديقه كي لا تهتز صورة الوزير في عين إطارات وزارته!
وتمت العملية وعلقت الأمور في رأس سي العربي مع أن الفاعل هو الوزير··!
بهذا المنطق كان سي العربي رحمه الله يتصرف كرجل دولة من موقع المسؤولية·· ولذلك استحق لقب رجل الدولة بلا منازع!
[/size]