السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شجرة عظيمة نبتت مُنذ أربع مئة عام
وهاهي هي تتعرض طوال فترة حياتها
للصواعق والرياح سنوات
وهزتها العواصف طوال الأربع قرون
ومع كل ذلك ظلت تلك الشجرة
ثابتة في مكانها ، كأنها جبل عتيد
ولكن حدث أخيراً
أن أعداد من جيوش الحشرات والهوام
زحفت على أغصان هذا العظيمة وسيقانها
فجعلت تقرضها حتى سوّتها بالأرض !!
لقد انمحت ملكة الغابة التي لم تستطع أن تهزمها الصواعق
ولكن اختفت من الوجود بفعل حشرات صعيفة
يستطيع السبابة الانسان تحطيمها
أين تلك العظيمة ؟!
أين من نافست الجبل في عتاده ؟!
أين شمخوها طوال الأربع مئة سنة ؟!
أوليس كثير منّا مثل هذه الشجرة ؟!!
نتغلب على مصاعب الحياة وكوارثها
في شجاعة وصبـر
ثم نترك الهوام تسقطنا !!
يتهيّب الإنسان كبائر الذنوب فيبعده ذلك عن ارتكابها
ولكن في حين أُخرى يستسهل اقتراف الصغائر
ويتناسى أن تجمعها مخوف العقبى
خاصة إذا صحب ذلك :
مجاهرة بالذنب أمام الملأ
اصرار واستصغار الذنب
الفخر والفرح بفعل الذنب
حال هذا الانسان كـ حال امرئ خشي على حياته
أن يتناول جرعة من السم - لما علمه من خطرها -
ولكنه يستهين بتناول الأطعمة المكشوفة ، السيئة القمية الغذائية وغيرها
مما قد يصيبه بأمراض وعلل خطيرة على حياته !!!
استطاع النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسقط دولة الشرك والكفر
وأن يقيم دولة تعبد الله وحده
ومع ذلك حذّر من أمور قد يحسبها الجاهل صغيرة
وينسى أو يتناسى عظمة من عصاه
قال صلى الله عليه وسلم :
n]إن الشيطان قد يئس أن تُعبد الأصنام في أرض العرب
ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات
وهي الموبقات يوم القيامة ]
فيحسن بالفطن أن يتدبر مايفعله - حتى صغائر الذنوب -
حتى لا تودي به إلى الكبير من الشرور ..
إن الأمور صغيرها *** مما يهيج له العظيم
وأن يكثر من الاستغفار
قال صلى الله عليه وسلم :
n]والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ]
وأن يكثر من فعل الحسنات
قال تعالى : ] إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ]
وقبل ذلك كله
أن يعلم ويتقين من عظمة خالقه ومولاه
*
اللهم اغفر لنا ذنوبنا
دقها وجلّها
سرها وعلانيتها
ماعلمنا منها
ومالم نعلم